زعفران
بهارات من أعالي جبال سيروا
بهارات من أعالي جبال سيروا
في قلب المغرب الساطع بأشعة الشمس، متداخلة بين قمم جبل سيروا الرائعة، يكمن كنز أثمن من الذهب. هنا، في القرى الأمازيغية القديمة في منطقة تاليوين، تزدهر زهرة الكروكس ساتيفوس الرقيقة، حيث تنتج زهورها البنفسجية الزاهية بهارًا يلقب بـ “الذهب الأحمر” إنه الزعفران.
في كل خريف، حينما تطل أولى أشعة شمس الفجر، تنطلق عائلات قرى جبال سيروا في طقوس دقيقة بأيادي بارعة، يقومون بقطف خيوط الزعفران الثمينة، مستخرجينها من قلب زهور الكروكس. إنها عملية دقيقة، حيث ينتج حوالي 150 زهرة جرامًا واحدًا فقط من الزعفران الخالص. ومع ذلك، يتعلق عبق الزعفران الطازج المحصود برائحة حلوة عسلية الجو، إنه وعد بسحر الطهي المغربي.
لقرون عديدة، تم تضمين الزعفران في نسيج المطبخ المغربية. إنه يضفي نكهته الدافئة العسلية على الطواجين، ويطلي أطباق الكسكس بألوانها الذهبية، ويمنح لمسة من الفخامة لأكواب الشاي النعناع المغربي الساخن. في ورزازات، “بوابة الصحراء”، يمتزج عطر الزعفران بحيوية الأسواق، حيث يستهوي الزوار بنغمته الساحرة للنكهات المغربية
جاذبية الزعفران تتجاوز بكثير المطبخ. فهو معروف بخصائصه الطبية، ويعتقد أنه يمتلك خصائص رفع المزاج وحتى الفعالية الجنسية. وبالنسبة لسكان تاليوين الأمازيغ، فإن زراعة الزعفران ليست مجرد معيشية، بل هي إرث يتم توريثه من جيل إلى جيل، خيط يتجانس و نسيج ثقافتهم.
اليوم، تزدهر السياحة المستدامة في ورزازات، مقدمتا للزوار لمحة عن عالم زراعة الزعفران. تقدم دور الضيافة البيئية المتواجدة بين قمم جبل سيروا دعوة للمسافرين لتجربة إيقاعات حياة الأمازيغ، واكتشاف أسرار حصاد الزعفران، وتذوق نكهات المأكولات المغربية الأصيلة.
لذا، إذا كنت تبحث عن مغامرة تتجاوز معالم البطاقة البريدية، رحلة تستيقظ حواسك وتغذي روحك، فلتكن رائحة الزعفران مرشدك. توجه نحو المنحدرات المشمسة لجبل سيروا، . اكتشف الذهب الأحمر للمغرب، وعش تلك السحر التي تتكشف حيث تلتقي التقاليد بالمغامرة
سواء كنت تقود عبر بلدة تاليوين أو تتسلق جبل سيروا، فأنت في أرض الزعفران. يمكنك شراء الزعفران في التعاونية المحلية في المدينة أو مباشرة من السكان في منازلهم. إذا كنت في ورزازات، يمكنك العثور على بهار الزعفران في السوق وسط ورزازات